يقول الجاحــظ :
(( إني أزعم أن سخيف الألفاظ مشاكل لسخيف المعاني ))
وقال :
" المعاني مطروحة في الطريق ، يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي " وجعل المعوَّل في الكلام على تخيّر اللفظ وسهولة المخرج"
كما يقول أيضاً:
" المعاني موجودة في طباع الناس ، يستوي فيها الجاهل والحاذق ، ولكن العمدة على جودة الألفاظ ، وحسن السبك وصحة التأليف "
قــد يـرى الكثيـرون أن الكتــابة ملك الكاتب وحــدة
ومعانيـها تنحصر في فكـره وعقله
إذن أنت تكتب لنفسك .. ولا يهمك رأي من يقـرأ !!
كـن واضـح الفكــر .. نيـّر الفكــرة .. سلسل التعبير
فإن ماتكتب تمر عليـه آلاف العيون ومئات او عشرات القلوب
وقليل من العقول
فارحمهم .. واجعل لما تكتب وقــعٌ في قلوبهم قبل أعينهم
:::::::
يقـولون بأن الكلمة أمانــة
فمالذي تفهمه ياترى من هذه العبارة ؟
وكيف تكون الكلمة أمانــة ؟
ربمـا في اللفـظ .. فلا تكتب أقلامنا إلا ألفاظا محكمــة
نراجعها قبل أن تسطر أقلامنا حروفها
وربما هي المعاني ..
وتكمن دائما روعة الموضوع في لبــّه ومعنــاه
فليست كل المعانـي عقيمــة وليست كلها ثريـّه بالفائدة
وهنـا يأتي دور الكاتـــب المميــز وأسلوبه الذي يطغى به على الجميع ويعتلي به قمـة التحــدي .. تحدي العقبات التي قد تعرقله وتخذل همته وتؤثر في نشاطه ..
فما هي إلا عقبات يسهل تجاوزها بقلمه
لذا .. انظر دائما إلى الأمام .. ولا تتردد ..
قـال جبران خليل جبران ذات يوم :
بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق
فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم
ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى
فلتكـن أخـي الكاتــب / اختي الكاتبــة تلك الصفحــة أو ذلك الحبـر
فما أحوجنــا جميعا لبعضـنا البعض
فليس لأحـدنا غنـى عن الآخــر
انطلقـوا على الصفحات وأنظاركم للأمام
وإياكم والنظر للخلف
فإن في الخـلـف ظلامـا ترجف له القلوب
وتضرب الأقلام على الصفحات هلعـا ً ورعبـا
أعجبني فنقلته .