بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد.
فإن عنوان مشاركتي اليوم , بعنوان
من نحن ؟... ما الإنسان؟ ).
س/ إن الله تعالى : خلق خلقاً للطاعة الخالصة , ولمحض العبادة , هم ( الملائكة ) ولم يجعلنا الله ملائكة .وخلق خلقاً
شأنهم المعصية والكفر هم ( الشياطين ) ولم يجعلنا الله كالشياطين .وخلق خلقاً لم يعطهم عقولا ولكن الغرائز , فلا يُكلفون
ولا يُسألون , وهم ( البهائم والوحوش). ولم يجعلن الله وحوشاً ولا بهائم .
فما نحن إذا؟ ... ما الإنسان؟.
الإنسان مخلوق متميز , فيه شيء من الملائكة , وشيء من الشياطين ,وشيء من البهائم والوحوش, فإذا استغرق في
العبادة , وصفا قلبه إلى الله عند المناجاة , وذاق حلاوة ا؟لإيمان في لحظات التجلي , غلبت عليه في هذه الحالة الصفة
الملكية , فأشبه الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
فإذا جحد خالقه ,وأنكر ربه , فكفر به , أو أشرك معه في عبادة غيره , غلبت عليه في هذه الحالة الصفة الشيطانية .
وإذا عصف به الغضب , فأوتر أعصابه , وألهب دمه , وشد عضلاته , فلم يعد له أمنية إلا أن يتمكن من خصمه فيعضه
بأسنانه ,وينشب في أظافره , و..... غلبت عليه في هذه الحالة الصفة الوحشية , فلم يبق بينه وبين النمر والفهد كبير فرق.
وإذا عضه الجوع , وبرح به العطش , وانحصرت آماله في رغيف يملأ معدته , وكأس تبل صداه , أو تملكته الشهوة ,
وسيطرة على نفسه ( الرغبة الجنسية ) فغلا بها دمه , واشتعلت به عروقه , وامتلأ ذهنه بخيالات الشبق وأمانيه , غلبت
عليه في هذه الحالة الصفة البهيمية , فكان كالفحل أو الحصان أو ما شئت من أصناف الحيوانات .
هذه هي حقيقة الإنسان , فيه الاستعداد للخير , والاستعداد للشر , أعطاه الله الأمرين ومنحه العقل الذي يميز به بينهما ,
والإرادة التي يستطيع بها أن يحقق أحدهما , فإن أحسن استعمال عقله في التميز . وأحسن استعمال إرادته في التنفيذ ,
ونمى استعداده للخير , حتى تخلق به وأنجزه , كان في الآخرة من السعداء . وإن كانت الأخرى كان من المعذبين
نسأله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير الدنيا والآخرة
ولكم مني جزيل الشكر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .[/size]